دعوة للأقوياء فقط ...
أصبحنا على مشارف شهر رمضان المبارك ..
أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات ..
شهر العبادات والطاعات .. شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ..
الكل يستعد لاستقباله .. والكل ينتظر أن يخرج منه برحمة الله ومغفرته وعتقه له من النار ..
لكن هناك مَنْ يغفل عن شيء مهم ..
هل ستصوم وتصلي وتذكي .. وأنت على خصام أو خلاف مع أي شخص ؟!
هل أنت موقن أن أعمالك ستُقبل منك وأنت تعصى الله سبحانه ورسوله الكريم !!
هل تضمن ذلك ؟!
لا أحد يضمن ..
كثير منا يقع في الخصام مع بعض الناس ..
أصدقاء .. زملاء .. والأكثر من ذلك .. قد يقع البعض في خصامٍ مع الأهل ..
وهنا لا يكون مجرد خصام .. بل قطيعة رحم وعقوق ..
هناك للأسف من يخاصم أبويه .. أخوته .. أخواله وأعمامه ..
فهل يستحق سبب الخصام أن تقطع الأرحام وتغضب الله ورسوله ؟؟
الكل ينتظر من الأخر المبادرة ..
ألا تعلم أن صاحب المبادرة هو الأفضل عند الله سبحانه ورسوله الكريم ..
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم
"وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (آل عمران 133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران 134)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل لمسلم ، أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " .
إذًا .. ففي كل الأحوال أنت المستفيد بالمبادرة .. إذا كنت مظلومًا فقد عفوت ونلت ثواب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس .. وإن كنت ظالمًا فقد رجعت عن ظلمك ونلت أجر مَنْ يبدأ بالسلام ..
ومَنْ يؤجل هذه المبادرة فليتذكر أن الله قادر على قبض روحه قبل الموعد الذي حدده ليبادر ويسامح مَنْ قاطعهم وخاصمهم ..
الغريب أن الكثير منا يخطئ في حقوق الله سبحانه علينا .. ثم يتوسله سبحانه أن يغفر له ويسامحه .. ثم نجد العبد نفسه لا يسامح ..
ألا نخجل من الله !! نطلب منه ما نرفضه نحن ..
برغم صغرنا وضعفنا أمام الله سبحانه نطلب منه أن يسامحنا .. وهو .. العظيم جل شأنه .. مَنْ أمرنا أن نسامح بشرًا مثلنا .. لا نلبي !!
عجبًا لبني الإنسان !!
لقد قرأت بعض فوائد التسامح وأردت أن أنقلها لكم :
(1) خير المتخاصمين هو الذي يبدأ بالسلام ، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " . ولا تتحجج بأن خصمك هو الذي أخطأ ويجب أن يعتذر أو أن يبادر هو بالصلح .
(2) يفتح الله للمتصالحين 70 بابًا من الرحمة .
(3) الذي بيادر بالصلح يفتح له 69 بابًا من الرحمة ، فإن قبل أخاك المبادرة فله رحمة واحدة ، وإن لم يقبل بها فستحصل أنت على هذه الرحمة وتكتمل لك 70 رحمة .
(4) تذكر أن من مكارم الأخلاق : أن تعفو عن من ظلمك ، وأن تعطي من حرمك ،وأن تصل من قطعك .
(5) تحصل على عفو الله عز وجل " وليعفوا وليصفحوا ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم "
(6) لا تحرم نفسك وأخاك من مغفرة الله سبحانه ، عندما يغفر لجميع عباده في ليلة القدر ، إلا للمتخاصمين ، حيث يقول لملائكته ، أنظرا هذين حتى يصطلحا .
(7) لا تكن ناكرًا للجميل ، وتنسى محاسن أخاك ، واعلم أن كل البشر معرضون للخطأ .
(8) ألا تحب أن تكون آمنًا من سخط الله يوم القيامة ، إذًا ، لا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمنًا من سخط الله يوم القيامة .
(9) هل تعلم أن أعظم حسنة عند الله تعالى هي حسن الخلق والتواضع والصبر على البلاء .
(10) المبادر دائمًا هو الأقوى لأن المبادر متسامح ، والتسامح سمة الأقوياء الواثقين .
واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عفا عن المشركين الذين آذوه وطردوه من مكة يوم الفتح .
كانت هذه دعوة مني .. لي ولكم .. لاستقبال رمضان والنفوس صافية راضية لا يشوبها أي شيء يفسد الطاعات والعبادات في هذا الشهر الكريم ..
فلنكن كالشهر .. في كرمه .. وفي صفاءه ..
هذه دعوة للأقوياء فقط .. فهل منكم مَنْ يستطيع تلبيتها !!
أنا لن أراك ولن أعرف أو يعرف غيري أنك فعلتها .. لكن الله سبحانه يراك .. فاثبت له سبحانه ولنفسك أنك قوي الإيمان .. قوي النفس .. قادر على كظم الغيظ والعفو عن الناس ونيل أعلى مراتب الصالحين ..
وانتظر النتيجة ..
فقط .. إن كنت قويًا ..
كل عام والجميع بألف خير .. وهدانا الله جميعًا ووفقنا لما فيه الخير ..
۩ ★ ☾
أَتَمَنَّىْ أَنْ تُعْجِبَكُمْ كَلِمَاتِيْ
وَلَكُمُ دَوْما خَالِصٍ تَحِيَّاتِيْ
الْقِيْثَارَةْ
سُهَى يَحْيَىَ