يا مصر .. من الحب ما قتل
انظر إليك يا أغلى ما نملك بين كل هؤلاء الغرباء
ويعتصر قلبي ألمًا حين أرى دموعك حبيسة بعيونك
وكيف لها أن تخرج ؟!!
مَنْ سيشعر ؟!!
مَنْ سيركض ليمسحها من على وجنتيك ؟!! قبل أن تترك على وجهكِ أثرًا لا تمحوه الأيام والسنين
أهؤلاء أصحاب الأيدي الممتدة لكِ بالأذى .. الذين يطعنونكِ بوحشية دون أن يكترثوا ؟!!
أم هؤلاء أصحاب الصوت العالي .. الذين يتصارعون عليكِ وينسون حقكِ عليهم ؟!!
أم هؤلاء الصامتون .. الذين لا حول لهم ولا قوة ويبكون عليكِ ألمًا ودمًا وهم عاجزون ؟!!
أم أولئك المدّعون ؟!!
أصحاب الشعارات الرنانة التي تسحر آذان سامعيها .. فيسيرون وراءهم مغيبون دون إدراك لأهدافهم المتخفية وراء الأقنعة البراقة
أم المسيرون ؟!!
الذين يتحركون وراء كل مَنْ يتوهمون أنه الأفضل .. إلى أن يكتشفوا الحقيقة بعد المزيد من الأوجاع والخسائر
بات الأمر مخيفًا وشديد الغموض والتعقيد
كلما نزل البعض إلى الشارع .. تحدث كارثة
ومهما قابلتها من محاولات لحلها .. زاد الأمر سوءً
الكل يظن أنه على صواب
وأنتِ وحدكِ بينهم
تبكين وتتألمين ..
ما أقسى مرارة الوحدة بين كم من البشر كلهم يريدونكِ ..
ولكن ؛
يا مصر .. من الحب ما قتل
يارب رحمتك بها فقد تحملت الكثير وحدها
وطوال عمرها تحلم ببسمةٍ تدوم في قلبها
تفرح وتسعد وتكسو السعادة وجهها
وتزهو فخرًا بأروع الشعوب .. على أرضها